حتاما في طرفها العينان حتاما
تميت قوماً وتحيي فيه أقواما
تلك العيون التي أنصافها ماءُ
وتضرم النار في الأحشاء إضراما
كل الجوارح يرجون السلام وهن
لايرعوين ولا يرجون إسلاما
اذا اقبلت كانت الأعوام أياما
أو ادبرت صارت الأيام أعواما
جادت لغات الهوى والحب أجمعَها
كأنها أُلهِمت سرَّ الهوى اِلهاما
تصطاد كل لبيب وهي صاحيةٌ
كما تصيد إذا ما طرفها ناما
لم تبق قلباً لذي قلب يعيش به
ولم تذر لذوي الأحلام أحلاما
هذا ابنُ شداد العبسي يغلبه
طرفٌ وقد كان في الهيجاء مقداما
يدور في فلك الأطلال منكسر
كمثل طير على فرخ له حاما
وإنّ أول ما يُبلى المحبُّ به
طرفٌ يغلغل في الأعماق ماداما
تولَّعَ القلبُ واستهوته فاتنةٌ
وهامت النفسُ فيها مثلما هاما
كأنّ في حلقها مزمور داؤود
حتى لتطرب ألحاناً وأنغاما
طيبةٌ ريحُها كالسوسن العبقِ
يُبَث من فمها طيباً وأنساما
تريك قَدَّاً وعرنيناً كأنهما
رمحٌ رديني وسيفٌ يفلق الهاما
وتبدي فرعاً كليلٍ مظلم داجٍ
وتبدي ثغراً صغيرَ الحجم بسّاما
و ثَمَّ كفٍّ طويلاتٌ أصابـعه
تخالهنّ مساويكاً وأقلاما
ومقلتين بهن تسبي وطرفينِ
ألمَمنّ بالقتل والتنكيل إلماما
وثَمّ جفنين ينسابا على مَهَلٍ
رخوٍ كجفني ثملان استقى (خاما)
تُفض عن نظرات هزلُها جِدُّ
تحيل فيها ذوي الآباء أيتاما
رمَت فؤاداً مقرَّحة سويداهُ
أعييته في النوى فرَّاً وإقداما
وما مررتُ برَبعٍ دارسٍ إلا
أكرمته من غزير الدمع إكراما
يروم نيل السعادة في الحياة وقد
يفوز بالشيء يوما من له راما
يبغي الثراء راجياً أن يستريح به
جنبٌ من الفقر كلما اقعدته قاما
يالقمةً في بطون الأرض أطلبها
أرغمتِني بالنوى والبين إرغاما
ياأيها الفقر كم قوم مفوهةٍ
ألجمت أفواهها بالصمت إلجاما
أهنت قوماً عزيزاتٌ نفوسهمُ
فأصبحوا لذوي الأموال خُداما
فكُف عنهم فلن تجني بظلمهمُ
إلا ذنوباً وأوزاراً وآثاما
إني رأيت يداً للدهر قد كَسَرت
من كان صخراً عتي الكسر صمصاما
وألأمُ الناس في التأريخ شرذمةٌ
تكوّمَت فيهمُ الأحقادُ أكواما
وما حضرت لهم من مجلس أبدا
إلا أرى فيه مغتابا ونمّاما
لذا اعتزلتهمُ في معظم اوقاتي
وبت وحدي يلمني كل من لاما
وديرةٌ حسُنَت لولا أهاليها
بجوها نافست لبنان والشاما
تحيط فيها جبالٌ جدُّ شاهقة
تخالنا تحتها نملاً وأقزاما
إذا دجا الليل إلا من بصيص ضياً
بدت إلى العين أشباحاً وأهراما
وفي صباحي تسبيني مراعيها
والناس تنشر أبقاراً وأغناما
وفي الأصيل مقيل (القات) يجمعنا
آباء وابناء أخوالاً وأعماما
فنمضغ (القات) مضغ الثور للعلفِ
باسنان يحكمنّ فَنَّ المضغ إحكاما
والمولعيُّ يجمِّعه على فمهِ
حتى لتحسب في الأوجان أوراما
إذا انتشينا بنينا في الخيال لنا
مجدا عظيما وآمالاً وأحلاما
نبني قصوراً مشيدةً ونهدمها
طوراً وطوراً قراراتٍ وأحكاما
حتى إذا ما صحونا بعد نشوتنا
أضحى جميع الذي نبنيه أوهاما
ومن يرانا بُعيد العصر يحسبنا
من الوجوم حجاراتُ وأصناما
ولم أجد قط مثل القات من نَبتٍ
ولم أجد مثله بانٍ وهَدَّاما..
22 يوليو،2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق